مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١١) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ
____________________________________
فيجازيكم حسب أعمالكم.
[١٢] ثم إن الذي يعطي ماله في سبيل الله فهو قرض يسترجع أكثر منه في دنياه وآخرته ، أما الآخرة فالمثوبة ، وأما الدنيا فلأن الإنفاق يوجب تقدم الاجتماع ، والاجتماع المتقدم يرتفع أفراده أكثر ، وبذلك يكون مالهم أكثر ، ولذا قال سبحانه (وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) (١) (مَنْ ذَا) الشخص (الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) مقابل القرض السيئ الذي لا إخلاص له أو كان لأجل تحصيل الربا بالزيادة (فَيُضاعِفَهُ) الله (لَهُ) لأن الله يجعل كل حسنة أضعافا ثم يردها على صاحبها (وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) فإن الأجر لأصل القرض «بالإضافة إلى ما يضاف إليه من الزيادة» كريم في نفسه يرجع إلى صاحبه مع الإكرام له.
[١٣] وتلك المضاعفة والأجر إنما هو في (يَوْمَ) القيامة حيث (تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ) مثلا نورهم عمود له امتداد ميل ، فإذا تحركوا تحرك النور ، فكأنه يسعى (بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) فإن لهم نورا من هذين الجانبين ، ولعل ما كان من بين أيديهم للمقربين ، وما كان بأيمانهم لأصحاب اليمين ، ليكون علامة لمنزلتهم ، أو لأن صحائفهم تعطى من طرف اليمين من الأمام ، ويقال لهم (بُشْراكُمُ) بشارة لكم (الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) من
__________________
(١) البقرة : ٢٧٧.