خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (١٣)
____________________________________
تحت أشجارها ، في حال كونهم (خالِدِينَ فِيها) أبدا (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ) النجاح (الْعَظِيمُ) الذي ليس مثله فوز.
[١٤] وذلك في (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا) وهم يعيشون في ظلام شديد (انْظُرُونا) انظروا إلينا حيث يتوجه عمود نوركم إلى جانبنا ل (نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) حتى نرى طريقنا ونتعرف إلى أوضاع بدننا ، لأن الإنسان في الظلام لا يرى طريقه ، ولا يتعرف على أوضاع جسده ، وإنما ذكرت الآية المنافقين ، ولم تذكر الكفار ، لأن الكفار في مكان آخر ، وإنما يحشر جميع من كان ظاهره الإيمان في مكان واحد ، ثم يميّزون (قِيلَ) لهم في جوابهم (ارْجِعُوا وَراءَكُمْ) إلى الدنيا (فَالْتَمِسُوا) فحصّلوا هناك (نُوراً) كناية عن أن النور إنما يحصل في الدنيا لا في الآخرة.
(فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ) بين المؤمنين والمنافقين (بِسُورٍ) بحائط يكون فاصلا بينهما (لَهُ بابٌ) لمرور الملائكة أو لأجل أن يميز المؤمن من المنافق ، حيث كانا قبلا مختلطين فمن كان في طرف المؤمنين من المنافقين أخرج من الباب إلى المنافقين ، وبالعكس (باطِنُهُ) حيث المؤمنون (فِيهِ الرَّحْمَةُ) وسمي باطنا لأنه المكان الأحسن المحفوظ كباطن حائط الدار (وَظاهِرُهُ) طرف المنافقين (مِنْ قِبَلِهِ) من جهته (الْعَذابُ).