أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (١٦) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها
____________________________________
[١٧] وإذا عرف الفرق بين المؤمن حقيقة والمؤمن صورة «المنافق واقعا» ف (أَلَمْ يَأْنِ) ألم يصل الآن أي الوقت (لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ) فتكون قلوبهم مصدقة لما لفظوا بألسنتهم من الشهادتين (وَ) ل (ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ) فيقبلوا قلبا كلما جاء به الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم إذا آمنتم أيها المنافقون قلبا ، وأنتم أيها المؤمنون ظاهرا وباطنا ، اعلموا إن من شرط الإيمان المنجي البقاء على الإيمان وعدم الانحراف (وَلا يَكُونُوا) أولئك المؤمنون (كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ) كتاب موسى عليهالسلام وغيره من الأنبياء (فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ) الزمن (فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) لم تكن لها شفافية ولين قلوب المعاصرين للأنبياء ، في عصر الرسالة ، حيث كانوا يخضعون لأوامر الله سبحانه ، لما لهم من لين وطهارة وشفافية (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) خرجوا عن الطاعة ، فالباقي منهم قسى قلبه ، وغير الباقي خرج عن الطريق.
[١٨] لكن الله لا يترك دينه بين ذاك وهذا بل إنه كما يحيي الأرض بعد اليباب يحيي الدين بعد الاندراس (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) بسبب المطر ، وكيفية تحديد الله للأمم ، أن الأمة السابقة تأخذها النخوة والغرور فلا تعمل صحيحا بل تأخذ في عمل الباطل ، وأمة جديدة صفت أذهانها عن الرواسب والأنانيات تأخذ في العمل