قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٧) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ
____________________________________
ولذا تأخذ مكان الأمة السابقة ، وقد جعل الإسلام الشورى في الحكم وكون رئيس الدولة المجتهد العادل المخالف لهواه المطيع لأمر مولاه ضامنا لبقاء الإسلام غصنا طريا (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ) الدلالات الواضحات على صحة ما نقول (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) تفهمون ما نقول وتعملون بموجبه.
[١٩] وحيث كان الكلام قبلا في إعطاء المال في سبيل الله رجع الكلام إليه فقال سبحانه (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ) أصله «تصدق» أي أعطى الصدقة (وَ) الذين (أَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) وإنما سميت الصدقة صدقة ، لأنها تصديق لله في ما يقول فالمعنى إن الذي صدق الله في إعطاء المال ، وقد جعله قرضا حسنا (يُضاعَفُ لَهُمْ) عند رد ما أعطوا (وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) وقد تقدم تفسير الآية ، فلا حاجة إلى التكرار.
[٢٠] نعم إنه لا ينفع مجرد إعطاء الصدقة إذا لم يكن كامل الإيمان ولذا قال سبحانه (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ) فشرط القبول الإيمان بالله والرسول وإعطاء الصدقة قرضا حسنا بإخلاص وبدون ربا (أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) لكثرة تصديقهم لأنهم صدقوا بالله وبكل أنبيائه وبما وعد من إعطائهم المال ، إلى غير ذلك (وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) لأن الله يجعلهم شهداء على غيرهم ، في الآخرة ، إذ الإنسان العادل المعتدل