يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٨) لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ
____________________________________
[٢٩] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بألسنتهم (اتَّقُوا اللهَ) في أعمالكم (وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ) بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إيمانا صادقا لا يشوبه النفاق ، إذا آمنتم بالرسول إيمانا صادقا (يُؤْتِكُمْ) يعطكم الله (كِفْلَيْنِ) أي نصيبين (مِنْ رَحْمَتِهِ) نصيبا لأجل إيمانكم بالله ، ونصيبا لأجل إيمانكم برسوله والمراد أيها المؤمنون بعيسى عليهالسلام آمنوا بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فيعطيكم الله رحمة لأجل إيمانكم بعيسى عليهالسلام ورحمة لأجل إيمانكم بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) بين الناس فإن الإنسان المحكّم عقله والمتبع لله ورسوله يكون له نور يعرف به الحق من الباطل فيحكمه الناس في أمورهم ويستشيرون منه في أعمالهم كمن عنده المصباح في الليل المظلم حيث يستنير الناس بنور مصباحه (وَيَغْفِرْ) الله (لَكُمْ) ذنوبكم (وَاللهُ غَفُورٌ) كثير الغفران (رَحِيمٌ) بعباده فيغفر ذنوبهم ، ويعطيهم الجنة من رحمته.
[٣٠] يقال في العرف «إن المطلب كذا ، حتى لا يعلم زيد» أي أتركه حتى لا يعلم ، إذا كان إنسانا معاندا لا يريد العلم ، والظاهر من الآية هو هذا ، أي أن من آمن بالله والرسول له كفلان ونور وغفران (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) أي اتركهم حتى لا يعلموا ، وإنما يتركون لأنهم معاندون ، فيبتدئ قوله سبحانه (أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ