سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ
____________________________________
[٢] (سَبَّحَ لِلَّهِ) أي نزهه سبحانه عن النقائص ، ويجوز في سبح تعديه بلا واسطة نحو «سبحه» وتعديه مع الواسطة نحو «سبح له» باعتبار أن التسبيح له لا لغيره (ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) والمراد الظرف والمظروف ، والمراد بالتسبيح إما التكويني بأن كل شيء يدل على وجود الإله وسائر صفاته ، دلالة الأثر على المؤثر ، أو التسبيح بألسنتها التي لا نفقهها ، كما قال :
كل شيء في الكون يشعر لكن |
|
منع الناس عن شعور المشاعر |
(وَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب في سلطانه (الْحَكِيمُ) يفعل الأشياء حسب الحكمة والصلاح.
[٣] (هُوَ) الله سبحانه (الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) كل أهل الكتاب كفار ، لكن منهم من آمن بالرسول ، فخرج عن الكفر ، ومنهم من لم يؤمن فيقال له «كفر» إما باعتبار استمراره في الكفر من قبيل «اهدنا» ، أو باعتبار أنه كان إلى قبل بعثة الرسول مؤمنا ـ إذ كان تكليفه هو دينه ـ فإذ جاء الرسول ولم يؤمن صار كافرا والمراد بهم هنا يهود «بني النضير» (مِنْ دِيارِهِمْ) بأن سلط المؤمنين عليهم وأيدهم ، حتى يتمكنوا من إخراجهم (لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) الحشر هو الجمع من مكان