ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا
____________________________________
إلى مكان آخر ـ ولعل المراد لأول مرة في إخراج اليهود من المدينة بصورة جماعية ـ ثم بعد ذلك أخرج غيرهم ، حتى لا يبقى في جزيرة العرب اليهود إطلاقا ، فإنهم أهل مؤامرة ودسائس ، فأراد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إخلاء البلاد منهم ومن كيدهم ، لئلا يدبروا المؤامرات على الدين الجديد.
(ما ظَنَنْتُمْ) أيها المسلمون (أَنْ يَخْرُجُوا) أي اليهود بهذه السرعة لما كنتم تعلمون من شدة بطشهم وشوكتهم (وَظَنُّوا) أي اليهود (أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ) أي تمنعهم من المسلمين (حُصُونُهُمْ) جمع حصن وهي القلعة التي يتحصن فيها الإنسان خوفا من العدو المهاجم (مِنْ) بأس (اللهِ) بأنه سبحانه إذا أراد بهم شيئا وقفت حصونهم أمام إرادته (فَأَتاهُمُ اللهُ) أي جاءهم أمر الله بالخراب لقلاعهم ، والتشريد لهم (مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) أي لم يظنوا أنهم يمكن أن يؤتوا من تلك الجهة بأن ألقى الرعب في قلوبهم وأرخى قواهم ، وكسر شوكتهم ومنعتهم (وَقَذَفَ) أي ألقى الله سبحانه (فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) أي الخوف ، فإنهم لما رأوا كثرة شوكة المسلمين انهارت قواهم ، وأول الهزيمة هو : الرعب وخور القوى وانهيار الأعصاب (يُخْرِبُونَ) أي أولئك اليهود (بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ) فقد كانوا يهدمون بيوتهم لئلا ينتفع بها المؤمنون (وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) فقد كان المؤمنون يخربون بيوتهم ليصلوا إليهم ويهزموهم (فَاعْتَبِرُوا) واتعظوا