يا أُولِي الْأَبْصارِ (٢)
____________________________________
(يا أُولِي الْأَبْصارِ) أي أصحاب العقول ، بأن الله سبحانه إذا حاده جماعة كيف يهزمهم ويغلب عليهم ، حتى أنهم بأنفسهم يهدمون بيوتهم التي هي أعز ما يكون لديهم ، والمراد بالاعتبار النظر في الأمور ليرى الإنسان بها أمورا أخر لها ارتباط وثيق بها.
وقد ذكر المفسرون أن هذه الآيات نزلت في «بني النضير» وتفصيل قصتهم على ما في «قادة الإسلام» (١) : قتل أحد أصحاب الرسول نفرين ممن كانا في عهد الإسلام ، وكان قتله لهما اشتباها ، فأراد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يستقرض ديتهما من بني النضير ، وهم يهود قرب المدينة ، عددهم زهاء الألف ، فأظهروا قبول إقراض الدية ، ودعوا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى داخل الحصن.
لكن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أبى واتكأ على جدار الحصن ، وهناك نزل عليه جبرئيل وأخبره بأنهم عازمون على الغدر به ، وتبين الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك من حركاتهم ، حيث إنهم تآمروا بينهم أن يذهب أحدهم على سطح الجدار الذي كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم متكئا عليه فيلقي على رأس الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حجرا حتى يقضي على حياته الشريفة.
قفل الرسول راجعا إلى المدينة ، قبل أن يأخذ القرض ، وأرسل رسولا إلى بني النضير إذ نقضتم ميثاقكم وأردتم الغدر ، فاخرجوا من بلادي ولقد أمهلتكم عشرة أيام ، وحينذاك لم يجدوا مناصا عن الخروج إلا أن بعض المنافقين ، وعدهم النصر ، ونهاهم عن الخروج ، فلم يخرجوا ، وأخبروا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنهم لن يخرجوا فليفعل
__________________
(١) للمؤلف.