وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ (٣)
____________________________________
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ما بدا له وعزموا على القتال ، فخرج الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مع جمع من أصحابه ، ورايته بيد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وحاصروا حصونهم وأخذوا يحتلون بيوتهم ، فكانت اليهود تنسحب من دار إلى دار ، وكلما انسحبت هدّمت البناء الذي في معرض الاحتلال واستماتوا ، فأراد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قطع آمالهم عن أراضيهم ، فأمر بقطع نخيلهم. يئس اليهود عن النجدة ، وأرسلوا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رسولا يطلبون منه أن يسمح لهم بالخروج جميعا ، فأذن لهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بشرط أن لا يحملوا أكثر مما تحمله إبلهم فقط ، لكنهم لم يقبلوا ، وبقوا مستميتين ، ولما ضيق عليهم الحصار قبلوا شرط الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكن الرسول جزاهم عن عنادهم ، فلم يسمح لهم بحمل شيء من أموالهم ، وإنما أذن لهم بالخروج بدون حمل أثقالهم ، فقبلوا الشرط وخرجوا وحدهم ، وخلوا أموالهم كلها للإسلام ، فقسم الأموال بين المهاجرين الأولين ، وأعطى منها لنفرين من الأنصار ، وبجلاء بني النضير استراح المسلمون من عدو لدود لهم ، كان يكيد لاجتثاث الإسلام من جذوره.
[٤] (وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ) أي حكم الله (عَلَيْهِمُ) أي على بني النضير (الْجَلاءَ) أي الانتقال من ديارهم ، والجلاء عن أوطانهم (لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا) بأن أمر الرسول بقتلهم وإهلاكهم كما أنه سبحانه فعل ذلك ببني قريظة (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ) لما تمادوا في كفرهم وعصيانهم.