ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٤) ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ (٥)
____________________________________
[٥] (ذلِكَ) الإخراج لهم عن ديارهم ، وإعداد النار لهم في الآخرة بسبب أنهم (شَاقُّوا اللهَ) أي عادوه (وَ) حاربوا (رَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ) بالمخالفة والمحاربة (فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) أي فليستعد للعقاب الشديد ، لأنه تعالى «أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة ، وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة».
[٦] (ما قَطَعْتُمْ) أيها المسلمون (مِنْ لِينَةٍ) أي نخلة كريمة من أنواع النخيل ، وإنما سمي لينة للين ثمره ، وتقبل سعفه للتصنيع (أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها) أي جذوعها بأن لم تقطعوها ـ فقد قطع المسلمون بعض النخيل لبني النضير وتركوا بعضها قائمة ـ (فَبِإِذْنِ اللهِ) فقد تحرج المسلمون عن هذا العمل ، بأنه إن لزم القطع فكان ما أبقوا غير جائز ، وإن لزم الإبقاء كان ما قطعوا غير جائز ، ولذا جاء البيان ليبرر موقفهم ويطمئن قلوبهم ، فإن ما احتيج إلى قطعه في الحرب والتنكيل قطع ، وما لم يحتج إلى قطعه أبقي ، (وَلِيُخْزِيَ) أي يذل الله (الْفاسِقِينَ) أي أولئك اليهود بهذا القطع والإبقاء ، فما قطع أورث فيهم حسرة كيف قطع المسلمون ما غرسوه وربوه ، وما أبقي أورث فيهم حسرة كيف أبقي حتى ينتفع المسلمون به؟
[٧] ثم يأتي السياق ليبين أحكام الغنيمة التي غنموها في إجلاء بني النضير ، بأنها خاصة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقربائه لأن المسلمين لم يتعبوا لأجلها