وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦)
____________________________________
وذلك بخلاف الغنيمة التي تعب المسلمون في تحصيلها ، فإنها تقسم خمسة أقسام أربعة منها للمسلمين ، وواحدة منها للرسول وأقربائه ، وإنما خصص القسم الأول بالرسول وآله ، لأنهم لما منعوا من الزكاة احتاجوا إلى سد نفقاتهم وذلك إنما هو بالفيء والخمس ، ولأنه لا بد وأن يكون للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حصة زائدة ليتمكن من إدارة شؤون المسلمين المرتبطة بأمور الدولة ـ كما تخصص لرؤساء الحكومات ـ اليوم ـ حصة معينة من الخزينة لسد نفقاتهم المرتبطة بالشؤون العامة ـ (وَما أَفاءَ اللهُ) الفيء هو الغنيمة ، وأصله بمعنى الرجوع ، وإنما سميت الغنيمة فيئا ، لبيان أنها كانت بيد الكفار غصبا ، فرجعت إلى أصحابها الشرعيين وهم المؤمنون الذين خلق الله لهم كل شيء (عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ) أي من بني النضير (فَما أَوْجَفْتُمْ) أيها المسلمون ، و «ما» نافية ، والإيجاف تسيير الخيل والركاب من وجف يجف ، بمعنى تحرك باضطراب ، إذ الفتح بالقهر يلازم الاضطراب في الحركة (عَلَيْهِ) أي على ذلك الفيء (مِنْ خَيْلٍ) هي الفرس (وَلا رِكابٍ) هي الإبل ، أي أنكم لم تحصلوا على تلك الغنيمة بسبب الفتح بخيل أو إبل حتى يكون لكم ذلك الفيء.
(وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ) من الكفار بإيقاع الرعب في قلوبهم حتى يفتح الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مدنهم بلا حرب ولا تعب (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فيتمكن من تسليط الرسل على الكفار بلا حرب.