يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩) وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا
____________________________________
(يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ) من مكة وسائر القرى الكافرة ـ وهذا هو خبر «الذين» ـ والمعنى كما أن للمهاجرين المدح بما تقدم ، للأنصار المدح بأنهم يحبون المهاجرين (وَلا يَجِدُونَ) أي هؤلاء الأنصار (فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا) أي لا يحسدون المهاجرين من جهة ما آتاهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من غنائم بني النضير ، (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) أي يقدمون المهاجرين في الإسكان والإحسان ، على أنفسهم (وَلَوْ كانَ بِهِمْ) أي بهؤلاء الأنصار (خَصاصَةٌ) أي احتياج وفقر ، فإنهم يرجحون المهاجرين على حاجة أنفسهم ، ومثل هذا الإنسان أعظم ثوابا ممن ينفق وهو غني.
(وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) أي من يحفظ بلطف الله سبحانه ، من بخل النفس ، بأن لا تغلبه نفسه فتبخل (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) أي الفائزون بالدرجات الرفيعة.
[١١] وإذ فرغ السياق عن المهاجرين والأنصار ، جاء ليمدح التابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة بقوله (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ) بأن أسلموا من بعد المهاجرين والأنصار ، قولهم هذا ـ مما يدل على رسوخ الإيمان فيهم ـ (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا) ذنوبنا (وَ) اغفر (لِإِخْوانِنَا