الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٠) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ
____________________________________
الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) من المهاجرين والأنصار وغيرهم (وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا) أي حقدا وغشّا وعداوة (لِلَّذِينَ آمَنُوا) من مضى منهم أو من عاصرناهم وإنما قال «لا تجعل» لبيان أن اللطف منه سبحانه ، حتى إذا لم يلطف بإنسان كان معرضا للغل ، والمعنى لا تتركنا على أحوالنا ، حتى يستولي علينا الشيطان والنفس ، فتكون أنفسنا معرضا للغل (رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ) بعبادك (رَحِيمٌ) بهم ، وهذا تعليم للمؤمنين كيف ينبغي أن يكونوا اتجاه من سبقهم ، وتجاه سائر المؤمنين المعاصرين لهم.
[١٢] وإذا سبق مدح المؤمنين وبيان صفاتهم ، جاء السياق ليظهر طرفا من أحوال المنافقين بقوله : (أَلَمْ تَرَ) يا رسول الله ، أو أيها الرائي ، والاستفهام للتعجب والاستنكار (إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا) بأن أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر (يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ) في الكفر (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) أي كفروا بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمراد بهم يهود بني النضير (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ) أي أخرجكم الرسول من دياركم وبلادكم (لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ) موافقة لكم ، فلا نبقى في بلادنا ، (وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ) أي في أمر قتالكم (أَحَداً) يعنون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (أَبَداً) فإذا أمرنا بقتالكم لا نقاتلكم (وَإِنْ قُوتِلْتُمْ) بأن قاتلكم الرسول والمسلمون (لَنَنْصُرَنَّكُمْ)