وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١١) لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (١٢) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ
____________________________________
أي نكون في جهتكم ضد الرسول والمسلمين (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ) أي هؤلاء المنافقين (لَكاذِبُونَ) في أقوالهم ، فلا يخرجون مع بني النضير ولا يقاتلون معهم فقد قالوا : إن عبد الله بن أبي كان يحرض اليهود على الاستمائة وقتال الرسول ويمنيهم بهذه المواعيد الكاذبة ، وكان كما قال الله سبحانه كذب حين أتى وقت العمل.
[١٣] (لَئِنْ أُخْرِجُوا) أي أخرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بني النضير (لا يَخْرُجُونَ) أي هؤلاء المنافقون (مَعَهُمْ) تشاركا معهم في الفرار والتخلص (وَلَئِنْ قُوتِلُوا) أي قاتلهم المسلمون (لا يَنْصُرُونَهُمْ) كما زعموا (وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ) على فرض مستحيل (لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ) أي ينهزمون عن مقابلة الرسول والمسلمين ويسلمون بني النضير طعمة سائغة لحراب المسلمين (ثُمَ) اليهود (لا يُنْصَرُونَ) على فرض أنهم بقوا معهم ولم يولوا الأدبار ، لأن المنافقين أذل من أن يتمكنوا من المقاومة أمام الرسول وكتائب المسلمين المجاهدة.
[١٤] ثم يأتي السياق ليبين أن المنافقين خائفون من المسلمين أشد الخوف فكيف يتمكنون من نصرة اليهود في قبال المسلمين؟ (لَأَنْتُمْ) أيها المسلمون (أَشَدُّ رَهْبَةً) أي خوفا (فِي صُدُورِهِمْ) أي صدور هؤلاء المنافقين ، أو اليهود ، وإنما قال «في صدورهم» لأن الصدر مكان