مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (١٣) لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى
____________________________________
القلب والقلب مبعث النفس التي تحمل الخوف والاطمئنان (مِنَ اللهِ) فهم لا يخافون من الله قدر ما يخافون منكم ، لأنهم يرونكم ولا يرون الله سبحانه ، ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم حتى يخافونه ، (ذلِكَ) أي شدّة خوفهم منكم بسبب أنهم (قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) أي لا يعقلون ولا يعرفون عظمته سبحانه ، ومن لم يعرف الملك لم يهبه.
[١٥] ثم بين سبحانه أن قتال اليهود للمسلمين ليس مثل سائر الحروب ، فإنهم لشدة خوفهم من المسلمين واختلاف الكلمة فيما بينهم لا جرأة لهم على المقاتلة السافرة ، وذلك مما يشجع المسلمين على القتال (لا يُقاتِلُونَكُمْ) أيها المسلمون ، هؤلاء اليهود (جَمِيعاً) أي في حال اجتماعهم ـ وذلك لبيان شدة ضعفهم حتى أن جميعهم لا يتمكنون من القتال إلا بالكيفية الآتية ـ أو المراد بضمير الفاعل : اليهود والمنافقون ، وجميعا لتأكيد ذلك (إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ) أي لا يبرزون لحربكم إلا وهم متحصنون بالقرى ذوات الحصون والامتناع (أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ) جمع جدار ، يرمونكم بالنبل والحجارة وما أشبه.
(بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ) يعني أن عداوة بعضهم لبعض شديدة ، فلا ائتلاف بينهم ولا اتحاد ، حتى تتفق قلوبهم ويشجعوا في مقاتلتكم (تَحْسَبُهُمْ) أي تظنهم يا رسول الله ، أو أيها الرائي (جَمِيعاً) أي متفقين متراصين (وَ) الحال ليسوا كذلك بل (قُلُوبُهُمْ شَتَّى) جمع