وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (١٩) لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (٢٠)
____________________________________
أو العقاب بمعنى لزوم تقديم الشيء الحسن وإن كل عمل يعمله الإنسان فإنما يراه غدا (وَاتَّقُوا اللهَ) فلا تخالفوا أوامره وزواجره (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) مطلع على أعمالكم فيجازيكم غدا عليها.
[٢٠] (وَلا تَكُونُوا) يا أيها المؤمنون (كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ) بأن آمنوا ثم نسوا الله فخالفوه ، كأهل الكتاب ، وليس المراد نسيانهم له حقيقة ، بل أعم من ذلك وممن ترك الأوامر ، فإن العالم التارك كالناسي في عدم الامتثال (فَأَنْساهُمْ) الله (أَنْفُسَهُمْ) أي جعلهم الله ناسين حتى أنهم لم يعملوا لنجاتها وخلاصها كالإنسان الذي ينسى نفسه فلا يهتم بشأنها (أُولئِكَ) الذين تلك صفتهم (هُمُ الْفاسِقُونَ) الخارجون عن طاعة الله تعالى.
[٢١] وهل يتساوى هؤلاء الذين يدخلون النار جزاء لكفرهم وعصيانهم مع الذين يدخلون الجنة جزاء لإيمانهم وعملهم الصالح؟ كلا (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ) الملازمون لها (وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) الدائمون فيها (أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) الذين فازوا بالثواب والنجاة.
[٢٢] وكيف لا يخشع الكفار للقرآن حتى يؤمنوا بما جاء به ، والحال أن القرآن لو نزل على جبل لخشع؟ فما يخشع له الجبل الجامد ، كيف