يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (١٣)
____________________________________
أصبت من ماله هناك فلا أدري أيحل لي أم لا؟ فقال أبو سفيان : ما أصبت من مالي فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال فضحك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعرفها.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ولا تقتلن أولادكن فقالت هند : ربيناهم صغارا وقتلتموهم كبارا وأنتم وهم أعلم ، وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قتله علي بن أبي طالب عليهالسلام يوم بدر ، فضحك عمر حتى استلقى وتبسم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولما قال : لا تأتين ببهتان ، فقالت هند : والله إن البهتان قبيح وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق ، ولما قال ولا يعصينك في معروف فقالت هند : ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في كل شيء (١).
[١٤] وأخيرا يأتي السياق ليعود إلى ما استبدئ به من تحريم موادة الكفار الذي لأجله نزلت السورة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً) من الكفار (غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) ، فقد روي أنها نزلت في بعض فقراء المسلمين كانوا يواصلون اليهود ليصيبوا من ثمارهم ، ومعنى التولي الموادة والمحابة واتخاذهم أولياء (قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ) فإنهم منكرون لها (كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) بأن يرجعوا إلى الدنيا ، فهم والكفار سواء في عدم الاعتقاد بالآخرة ، وان أظهر أولئك الاعتقاد بها كذبا وتدليسا.
__________________
(١) مستدرك الوسائل : ج ١٤ ص ٢٧٩.