سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (٣) إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ
____________________________________
[٢] (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) والمراد الأعم من الظرف والمظروف ، وإنما كرر هذه الآية في أول السورة السابقة وهذه السورة تأكيدا وتركيزا في الذهن ، فإن تسبيح الكون ـ سواء كان بالمعنى التكويني أو الإدراكي ـ شيء غريب عن الأذهان يحتاج إلى التركيز والترسيخ (وَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب في سلطانه (الْحَكِيمُ) الذي يفعل الأشياء حسب الصلاح والحكمة ، وهي وضع كل شيء موضعه.
[٣] وقد كان قسم من المؤمنين يقولون إذا لقينا العدو لا نفر ونرجع عنهم ، حتى إذا كان يوم أحد فروا فنزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ)؟ استفهام إنكاري فإن القول بدون الفعل أقبح من السكوت مع عدم الفعل ، كما أن الفعل بدون القول أحسن من الفعل بعد القول ـ إذا لم يكن لتشجيع أو نحو ذلك من العناوين ـ قالوا : الناس في الخير على أربعة أقسام : قائل فاعل ، وقائل غير فاعل ، وغير قائل غير فاعل ، وغير قائل فاعل ، والأحسن الأخير ، والأقبح الثاني والأول خير من الثالث.
[٤] (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ) أي كبر من حيث المقت والغضب عنده سبحانه (أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ).
[٥] (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ) لإعلاء كلمته وسبيل رضوانه