قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٧) يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ
____________________________________
الأدلة الواضحات (قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) أي سحر ظاهر ولم يؤمنوا ، فإن كان الضمير راجعا إلى عيسى ، كان ردفا لتكذيب اليهود لموسى ، وإن كان راجعا إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كانت الآيات في صدد بيان الرسالات الثلاث ، وإن أهل الملتين السابقتين كيف استقبلوا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم المبشر به لديهم.
[٨] (وَمَنْ أَظْلَمُ) أي أيّ شخص أكثر ظلما (مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) أي اختلق الكذب على الله ، وقال لكلامه إنه سحر ولرسوله إنه ساحر كاذب ، (وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ) الذي فيه سعادته في الدنيا والآخرة (وَاللهُ لا يَهْدِي) بالألطاف الخفية (الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعناد بعد ما رأوا النور والهدى ، ودلهم على الطريق فلم يسلكوه.
[٩] (يُرِيدُونَ) هؤلاء الكفار المعاصرون لك يا رسول الله (لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) وهو رسوله ومنهاجه (بِأَفْواهِهِمْ) وإنما سمي نورا لأنه ينير دروب الحياة المظلمة بمناهج تسبب السعادة والوصول إلى الهدف ، كمن معه المصباح في الليلة المظلمة حيث لا يصطدم بشيء بل يسلك السبيل حتى يصل إلى المطلوب ، وإنما قال «بأفواههم» لأنهم ظنوا أنهم يتمكنون من إطفاء نور الإسلام ، بالتكذيب والتهريج.
(وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) أي مظهر دينه ، فإن النور إذا أطفئ لم يتم