وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠)
____________________________________
امتداده في الزمان ، أمّا إذا لم يطفأ استمر وامتد وتم (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) من بقاء نور الله وإضاءته للعالم.
[١٠] (هُوَ) الله سبحانه (الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ) محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم (بِالْهُدى) أي مع الهداية للبشرية إلى السعادة الأبدية (وَ) ب (دِينِ الْحَقِ) وهو دين الإسلام (لِيُظْهِرَهُ) أي أن الإرسال كان لأجل إظهار هذا الدين (عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) أي على كل الأديان ، فإن «الدين» جنس ولذا جيء له ب «كله» فإن الإسلام يغلب الأديان كلها على نحوين : الأول بالحجة والدليل ، وهذا موجود منذ زمن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والثاني بالغلبة والسيطرة وهذه تكون في زمن الإمام الحجة عليهالسلام.
فقد سئل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام عن هذه الآية وأنه هل ظهر الإسلام؟ قال عليهالسلام : كلا فو الذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية إلا وينادى فيها بشهادة أن لا إله إلا الله بكرة وعشيا (١) (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) الذين أشركوا بالله ، فإنه يعلو على رغم أنوفهم.
[١١] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إنما خص المؤمنين بالخطاب ، مع أنه أعم ، لأنهم المنتفعون بالخطاب العاملون به دون سواهم (هَلْ أَدُلُّكُمْ) أي هل تريدون أن أهديكم وأرشدكم (عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) على نحو الاستفهام الطلبي.
__________________
(١) تأويل الآيات : ص ٦٦٣.