تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
____________________________________
[١٢] ثم بين تلك التجارة ، التي لها أربح الأثمان ، وهل شيء أنفع من نجاة الإنسان من عذاب مؤلم موجع؟ (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ) بأن تعتقدوا به إلها واحدا (وَرَسُولِهِ) بأن تصدقوه فيما جاء به ، والمراد إيمانا باقيا راسخا ـ فلا ينافي ذلك كونهم مؤمنين ، كقوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا) (١) ـ (وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) أي تتبعون أنفسكم بالمشاق التي منها الحرب لأجل إعلاء كلمة الله (بِأَمْوالِكُمْ) بأن تبذلوها لأجله تعالى (وَأَنْفُسِكُمْ) بأن ترخصوها في أوامره ، حتى إذا استلزمت إزهاق أنفسكم وقتلكم في سبيله (ذلِكُمْ) «ذا» إشارة و «كم» خطاب ، أي ما ذكر من الإيمان والجهاد ـ باعتبار كل واحد ـ (خَيْرٌ لَكُمْ) من الشرك الذي مصيره النار والعقاب (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) والمعنى إن كنتم عالمين لعلمتم أن الإيمان والجهاد خير وأنفع من الكفر والكسالة.
[١٣] وإذا فعلتم ذلك (يَغْفِرْ) الله (لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) السالفة (وَيُدْخِلْكُمْ) الله تعالى (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) أي من تحت قصورها وأشجارها (الْأَنْهارُ) من عسل وماء ولبن وخمر (وَ) يدخلكم في تلك الجنات (مَساكِنَ طَيِّبَةً) جمع مسكن وهو المنزل ، سمي بذلك لأنه محل سكون الإنسان (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) يقال عدن بالمكان إذا أقام فيه ، أي
__________________
(١) النساء : ١٣٧.