إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ (١) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا
____________________________________
[٢] (إِذا جاءَكَ) يا رسول الله (الْمُنافِقُونَ) والمراد به عبد الله بن أبيّ ، وقد تقدم أن الجمع قد يستعمل بمعنى الجنس ، ويراد به الفرد ، وإنما يعبر بالجمع لإفادة أن من هذا وصفه فحكمه حكم ذلك الفرد الصادر منه الفعل كما أن الفرد قد يأتي بمعنى الجنس ، حيث تسلخ منه الفردية ، وتبقى الجنسية التي في ضمن الفرد ، والمنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر الإسلام (قالُوا) في محضرك (نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ) بأن هذا هو اعتقادنا القلبي ، لا إظهارنا اللفظي فقط (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) وهذه جملة جاء بها القرآن تمهيدا للجملة التالية ، لئلا تنصرف إلى إنكار الله سبحانه رسالته حيث يكذب المنافقين (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) في ادعائهم أنهم يعتقدون برسالة الرسول من أعماق قلوبهم ، فإنهم إنما آمنوا باللسان وقلبهم باق على الكفر والجحود.
[٣] (اتَّخَذُوا) أي هؤلاء المنافقون (أَيْمانَهُمْ) جمع يمين وهي القسم أي حلفهم (جُنَّةً) أي وقاية يتسترون بها حتى لا يصيبهم أذى من الرسول والمسلمين (فَصَدُّوا) أي منعوا بسبب حفظ أنفسهم على الكفر باطنا ـ بالحلف الكاذب ـ (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أي طريق دينه وثوابه لأنهم بنفاقهم يحفظون أنفسهم في زمرة المسلمين ، ثم يشاغبون خفية ، ويمنعون الناس عن الإيمان الصحيح (إِنَّهُمْ) أي المنافقين (ساءَ ما كانُوا