وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (٥) سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٦) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
____________________________________
حركوها حركة المعرض ، وعطفوها نحوا إلى جانب يخالف جانب القائل تكبرا وإعراضا (وَرَأَيْتَهُمْ) يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو أيها الرائي (يَصُدُّونَ) أي يمنعون عن سبيل الحق (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) يظهرون كبرهم وأنهم لا حاجة لهم إلى استغفار الرسول.
[٧] وإذ كان أولئك منافقين ف (سَواءٌ عَلَيْهِمْ) في عدم الانتفاع وعدم غفران الله لهم (أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ) يا رسول الله (أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) فإن الاستغفار إنما ينفع المؤمن دون المنافق (لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) أبدا لأنهم يبطنون الكفر (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) بالألطاف الخفية (الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) الذين خرجوا عن طاعة الله بالنفاق والشقاق.
[٨] (هُمُ) المنافقون (الَّذِينَ يَقُولُونَ) بعضهم لبعض (لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) من المؤمنين أصحاب الحاجة (حَتَّى يَنْفَضُّوا) أي يتفرقوا عنه ، ويأتي التعليق على كلامهم هذا بقوله (وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) التي يبذل منها لمن حوالي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد ظن هؤلاء المنافقون أن خزائن الأرزاق والأموال بأيديهم حتى إذا قطعوا الأموال على المؤمنين يتفرقون ، وجهلوا أن الشمس