وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (٧) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ
____________________________________
والأرض والماء والهواء التي هي خزائن الأموال والأرزاق كلها بيد الله تعالى فيبذل منها على المسلمين بالزراعة والاكتساب وما أشبه ، فليس منع أولئك سببا لتفرق هؤلاء المؤمنين من حول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) أي لا يفهمون أن الخزائن بيد الله تعالى.
[٩] (يَقُولُونَ) هؤلاء المنافقون (لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ) من غزوة بني المصطلق (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ) يريدون المنافقين أنفسهم (مِنْهَا) أي من المدينة (الْأَذَلَ) يريدون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه ، ويأتي الرد عليهم (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ) وهو مع المؤمنين (وَلِرَسُولِهِ) بإعزاز الله له (وَلِلْمُؤْمِنِينَ) بتمسكهم بالإسلام الموجب لسعادة الدنيا والآخرة وعزتهما (وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) فيظنون أن العزة لهم حيث يجدون أعوانا من المنافقين ومقدارا يسيرا من المال ، وقد دلت التجربة على ذلك ، فقد جاء الأذل ، وهو ابن أبيّ ـ إلى الأعز ـ وهو الرسول ، يعطي البراءة عما اقترفه.
[١٠] وإذا تقدم ذكر النفاق الذي هو إبطان الكفر وإظهار الإيمان جاء السياق ليذكّر المسلمين بأن لا يفعلوا ما هو من أخلاق المنافقين من الإقبال على الدنيا ، وجعل الآخرة وراء ظهرهم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ) أي لا تشغلكم (أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ