ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٩) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١١)
____________________________________
ذِكْرِ اللهِ) بأن تشتغلوا بها فلا تراعوا حق الله فيها ولا تحضروا للصلاة وغيرها من سائر الفرائض اشتغالا بالمال والولد.
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) الاشتغال بالمال والولد عن ذكر الله (فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) الذين خسروا أنفسهم إذ لا نجاة لهم في الآخرة من العذاب.
[١١] (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ) فيما أمرنا من الخمس والزكاة والصلاة وسائر الحقوق ـ ولعله عام يشمل الإنفاق من العلم والجاه والقوة بالإضافة إلى الإنفاق من المال ـ (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) أي يحضره الموت ، بأن تأتي أسبابه وعلائمه (فَيَقُولَ) يا (رَبِّ لَوْ لا) أي هلّا (أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) بأن أبقى في الدنيا ولو مدة قليلة لأصلح شأني (فَأَصَّدَّقَ) أي أتصدق وأزكي مالي وأنفقه في سبيل الله (وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) أصلي وأصوم وأحج وأبذل نفسي في سبيلك وحسب أوامرك.
[١٢] وهل ينفع هذا الطلب؟ كلا (وَ) ذلك لأنه (لَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً) بإبقائها في الدنيا زيادة على المدة المقدرة لها (إِذا جاءَ) وحضر (أَجَلُها) فلا يتمكن من العمل الصالح ببدنه والإنفاق من ماله (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) أيها البشر فلا تفعلوا ما يوجب العقاب والنكال.