يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ
____________________________________
[٢] (يُسَبِّحُ) لعل التعبير بالماضي في بعض السور باعتبار معنى التسبيح ، وبالمضارع في البعض باعتبار الحال والاستقبال (لِلَّهِ) أي ينزهه عن النقائص (ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ظرفا ومظروفا ـ كما سبق ـ (لَهُ الْمُلْكُ) فهو المالك المطلق الحقيقي ، وسائر المالكين ملكهم محدود ، وإضافي لاختصاص الشيء بتخصيص الله سبحانه لا أنهم ملاك حقيقيون (وَلَهُ الْحَمْدُ) ، إذ المحامد كلها راجعة إليه ، فإن الحمد إنما يكون على الجميل الاختياري ، وفاعل كل جميل هو الله سبحانه ، أما سائر من يحمد فهو محمود حمدا مقيدا إضافيا (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يقدر على الإيجاد والإعدام والتصرف كيفما شاء.
[٣] (هُوَ) الله (الَّذِي خَلَقَكُمْ) أيها البشر (فَمِنْكُمْ كافِرٌ) بالله بسوء اختياره بعد وضوح الحجة وظهور المحجة (وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) بالله وبما جاء به الرسل ، وهذا التفريع لبيان أنه لا ينبغي الكفر بعد كون الملك والخلق له سبحانه ، وبعد تسبيح الكون لعظمته (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) أنتم أيها البشر (بَصِيرٌ) يرى الأشياء ، ثم يجازيكم عليها.
[٤] (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) ظرفا ومظروفا (بِالْحَقِ) فلم يكن الخلق عبثا ولغوا ، كما يفعل الأطفال ، من صنع التماثيل من طير ونحوه للهو ، فإن خلقها كان لحكمة وغاية ومقصد (وَصَوَّرَكُمْ) بأن جعل