فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٤) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٥)
____________________________________
لكم الصور الظاهرة من الحواس والكيفيات والصور الباطنة بأن جعل لكم العقل والملكات (فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) بصورة عامة ، وإن كان في البشر من ليس حسن الصورة ، فإن الأحكام يراد بها النوع لا كل فرد ـ كما قرر في علمي البلاغة والأصول ـ (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) أي تصيرون إلى حسابه وجزائه بعد الموت ، أو في القيامة.
[٥] (يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَ) ما في (الْأَرْضِ) مما يحدث وما يعدم وما يتصرف فيه كيف يتصرف (وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ) أي تعملونه سرا عن الناس (وَما تُعْلِنُونَ) تعملونه علنا في محضر الناس ، أو المراد من السر الأعم مما يدور في الصدور وما يعمل سرا (وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي بالأشياء التي تدور في قلوب البشر ، وهذا يؤيد كون «ما تسرون» بمعنى تعملون سرا لا الأعم ، وإلا كان تأكيدا ـ وهو خلاف الأصل ـ.
[٦] وإذ بين السياق آيات حول الألوهية ، جاء ليهدد الكافرين الذين أعرضوا عن الله والإيمان به بقوله (أَلَمْ يَأْتِكُمْ) أيها الناس (نَبَأُ) أي خبر (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) هؤلاء الكفار المعاصرين للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث إنهم أعرضوا عن الإيمان (فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ) أي عذبهم الله سبحانه حتى ذاقوا عاقبة كفرهم وتكذيبهم (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) أي مؤلم موجع