وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٧) فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٨) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ
____________________________________
(وَ) حق (رَبِّي) الله ، بل (لَتُبْعَثُنَ) أي لتحشرن أحياء بعد الموت (ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَ) أي تخبرن ـ على صيغة المجهول ـ والمخبر هو الله والملائكة والأنبياء ومن يعينونه للحساب والإخبار (بِما عَمِلْتُمْ) من الكفر والمعاصي ، فإن المجرم يخبر بعمله ثم يعاقب (وَذلِكَ) البعث والإخبار (عَلَى اللهِ) تعالى (يَسِيرٌ) سهل هين ، فإن من خلق الخلق ابتداء قادر على أن يعيدهم.
[٩] وإذا تحقق البعث والحساب وتحقق الجزاء (فَآمِنُوا) أيها البشر (بِاللهِ وَرَسُولِهِ) بالإذعان بهما واتباع أوامرهما (وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) وهو القرآن إذ هو ينير سبيل الحياة المظلمة ليرى الإنسان طريقه نحو السعادة ومن المعلوم أن الأئمة عليهمالسلام من مصاديق ذلك النور ـ كما ورد (١) ـ (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) أيها البشر (خَبِيرٌ) عالم مطلع ، فإذا آمنتم جزاكم بالثواب والأجر ولا يذهب إيمانكم هدر.
[١٠] وذلك البعث والجزاء إنما يكون في (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ) الله (لِيَوْمِ) يسمى بيوم (الْجَمْعِ) لاجتماع الخلائق فيه للحساب (ذلِكَ) اليوم (يَوْمُ التَّغابُنِ) وهو تفاعل من الغبن بأن يغبن كلّ الآخر ، فإن أهل الجنة يغبنون أهل النار باتخاذ منازلهم في الجنة ـ فإن لكل إنسان منزل في الجنة ومنزل في النار ـ وبالعكس يغبن أهل النار أهل الجنة باتخاذ
__________________
(١) التحصين لابن طاووس : ص ٥٨٥.