وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٠)
____________________________________
منازلهم في النار ـ وتسمية هذا الطرف : غبنا من باب الجناس ، من قبيل (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) (١) ـ.
(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ) بأن يعتقد به وينزهه عما لا يليق به (وَيَعْمَلْ صالِحاً) أي عملا صالحا ، والمراد به جنس العمل الصالح ، لا عملا واحدا (يُكَفِّرْ) الله (عَنْهُ سَيِّئاتِهِ) أي يمحي عن ديوانه ما أسلف من الذنوب والمعاصي ، فإن التكفير بمعنى الستر والمحو (وَيُدْخِلْهُ) الله سبحانه (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) أي من تحت قصورها وأشجارها (الْأَنْهارُ) من عسل وخمر ولبن وماء ، في حال كونهم (خالِدِينَ فِيها) أي دائمين في تلك الجنات (أَبَداً) لا زوال لهم عنها إلى غير النهاية (ذلِكَ) الدخول في الجنة خالدا ، هو (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) والفلاح الذي ليس وراءه فلاح.
[١١] (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بالله ورسوله (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) أي بحججنا وأدلتنا (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) الملازمون لها ، فإن صاحب الشيء هو الملازم له في حال كونهم (خالِدِينَ فِيها) أي باقون فيها أبدا (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي بئس النار مرجعا ومآلا للإنسان.
__________________
(١) البقرة : ١٩٥.