لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٥٠)
____________________________________
[٥٠] والنعم كلها من الله سبحانه ، حتى أعظم النعم التي توجب امتداد الإنسان ـ وهي الذرية ـ فلم يبتعد الإنسان عن الله ، وهو المنعم والمتفضل عليه؟ (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو خالقهما ومالكهما ، والمراد الظرف والمظروف معا (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) فله الملك ، وبيده الخلق ، ومنه الإعطاء ، والمنع (يَهَبُ) أي يعطي على وجه الهبة المجانية (لِمَنْ يَشاءُ) من الناس (إِناثاً) جمع أنثى ، أي البنات ، والمراد بالجمع الجنس ـ وقد سبق ، أن كلا من الجمع والجنس ، يخلف الآخر في المعنى ـ (وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ) جمع ذكر ، أي البنين.
[٥١] (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ) أي يجمع لهم ، يقول العرب : زوجت إبلي ، أي جمعت بين كبارها وصغارها (ذُكْراناً وَإِناثاً) فيعطيهم من الجنسين ، إما في بطن واحد ، أو بطون متعددة (وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ) من الرجال أو النساء (عَقِيماً) لا يصير له ولد ، إما بضعف مني الرجل ، أو ضعف رحم المرأة (إِنَّهُ) سبحانه (عَلِيمٌ) بالمصالح (قَدِيرٌ) لما يشاء.
[٥٢] وإذ تقدم جملة من شؤون المعاد ، والألوهية ، جاء السياق لبيان بعض شؤون الرسالة ، كما هي العادة في السور المكية ، تبين من كل هذه