الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (١٠) رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ
____________________________________
سبحانه حتى لا ينزل بكم مثل ما نزل بأولئك الأمم (الَّذِينَ آمَنُوا) وصف لأولي الألباب ، وإنما وصفهم بذلك لأنهم هم المنتفعون بالتحذير (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً) أي مذكرا يذكركم بأس الله وعذابه ، والانحراف بعد التذكير أقبح.
[١٢] ثم بين سبحانه الذكر المنزل بقوله (رَسُولاً) أي محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم وكونه منزلا ، باعتبار أنه مبعوث من طرف الله سبحانه تشبيها للنزول المعنوي الحسي (يَتْلُوا) أي يقرأ هذا الرسول (عَلَيْكُمْ) أيها الناس (آياتِ اللهِ) أدلته وحججه التكوينية ، في حال كونها (مُبَيِّناتٍ) أي في حال الآيات تبين وتوضح الأمر وإنما يتلو (لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله وما جاء به (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ) أي ظلمات الكفر والعصيان (إِلَى النُّورِ) أي نور الإيمان والعمل الصالح ، وإنما شبه الإيمان بالنور ، لأنه ينير الإنسان ليدرك الحقيقة ـ في العقيدة والعمل ـ فمن زعم أنه لا إله أو للإله شريك فهو في ظلمة عن الحقيقة كالإنسان الذي في ظلمة الليل لا يدرك ما أمامه من الأشياء ، وكذلك بالنسبة إلى من يشرب الخمر ، يزعم أنها لا تضر ، فإنه في ظلمة من الحقيقة ، وقس على ذلك سائر الاعتقادات والأعمال.
وقوله «الذين آمنوا» يراد بهم ذواتهم قبل الإيمان ، وإنما جيء الوصف للإشارة بهم لا أن المراد إخراجهم بعد الإيمان والعمل