وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً (١١) اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ
____________________________________
الصالح ، لأنهم مخرجون بعد ذلك حين الاتصاف ـ كما لا يخفى ـ (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ) إيمانا صحيحا (وَيَعْمَلْ) عملا (صالِحاً) الملازم لعدم العمل الفاسد (يُدْخِلْهُ) الله في الآخرة (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) أي تحت أشجارها وقصورها (الْأَنْهارُ) من خمر وعسل ولبن وماء في حال كونهم (خالِدِينَ) أي دائمين (فِيها) في تلك الجنات (أَبَداً) بلا نهاية و (قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ) أي لهذا الإنسان المؤمن العامل بالصالحات (رِزْقاً) إذ يعطى من ثمار الجنة ومياهها وأزواجها وسائر لوازم العيش الراقية.
[١٣] ثم بين سبحانه وصفه ـ ليخاف العاصي ـ ويطمئن المؤمن لوعده بقوله (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ) لعل المراد بها مدارات الكواكب السيارة ، أو ما أشبه (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) سبعا ، وقد قال الإمام الرضا عليهالسلام أرض تحيط بها سماؤها ، ثم أرض تحيط بها سماؤها ، إلى أن عدّ سبعة ، وتفصيل الكلام في كتاب ـ الهيئة والإسلام ـ (١).
وضمير «هن» تأتي للعاقل وغير العاقل كما سبق (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ) أي أن أمر الله سبحانه يتنزل من كل سماء إلى أرضها ، وهكذا حتى يصل الأرض الأخيرة ، وإنما خلق سبحانه ما خلق ، مما يشاهده
__________________
(١) للعلامة الشهرستاني.