تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٢) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ
____________________________________
أحدهما على الآخر ، لنكتة بلاغية ، أي أوجب عليكم (تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) بأن تحلوها فلا تتبعون مفادها ، والمراد أن يشرب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم العسل فهو له حلال ، وإن الله قد أحل حلفه التي حلفها أنه لا يشرب العسل طلبا لرضى بعض نسائه (وَاللهُ مَوْلاكُمْ) فإذا حل اليمين فقد انحلت كما أن للمولى الحق في أن يحل يمين العبد (وَهُوَ الْعَلِيمُ) بمصالحكم (الْحَكِيمُ) فيما يأمر وينهي ، فإذا عرف الصلاح في شيء كان كما أمر فشرب العسل حلالا للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وفيه الحكمة والصلاح.
[٤] ثم يأتي السياق ليشير إلى طرف من القصة بقوله سبحانه : (وَ) اذكر يا رسول الله ، ولعل ذلك لإفادة أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كيف كان يؤذى من قبل أزواجه كما كان يؤذى من قبل أناس آخرين تفضيحا لهن في إيذائهن للرسول ، (إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً) أي حدثها سرا لتحريم العسل على نفسه ـ والمراد ببعض الأزواج ـ عائشة ـ أو حفصة ـ ولعل إسرار الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان لأجل أن لا يقول الناس إنه يحرم شيئا على نفسه لمجرد رضى زوجته (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ) أي أخبرت تلك الزوجة امرأة أخرى بذلك الحديث السري ، فقد ورد عن طريق العامة إن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبر عائشة بحلفه وأمرها بالإسرار لكنها خالفت وأخبرت حفصة (وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ) أي أطلع الله نبيه على ما جرى منها في إفشاء سره (عَرَّفَ) الرسول «عائشة» (بَعْضَهُ) أي بعض ما