وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣) إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ
____________________________________
ذكرت «لحفصة» أراد بذلك بيان أنها خالفته في إفشاء سره (وَأَعْرَضَ) الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (عَنْ بَعْضٍ) فإن من محامد الأخلاق أن لا يذكر الإنسان جميع جريمة المجرم وإنما يلمح إليها تلميحا تأديبا فإن التغافل من خلق الكرام.
(فَلَمَّا نَبَّأَها) أي أخبر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عائشة (بِهِ) أي بما أعلمه الله سبحانه له من إفشائها سره عند «حفصة» (قالَتْ) «عائشة» متعجبة من علم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بإفشائها سره (مَنْ أَنْبَأَكَ هذا) أي من أخبرك بأني أفشيت سرك يا رسول الله (قالَ) الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في جوابها (نَبَّأَنِيَ) أي أخبرني (الْعَلِيمُ) بجميع الأمور (الْخَبِيرُ) بدقائقها ، فإن الخبير غالبا ما يطلق على العالم النحرير المطلع على دقائق الأمور.
[٥] ثم توجه الخطاب إلى «عائشة» و «حفصة» اللتين دبرتا هذه المؤامرة مهددا لهما بقوله (إِنْ تَتُوبا) أيتها المرأتان (إِلَى اللهِ) بأن تستغفرا مما سلف منكما من إيذاء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والتظاهر ضده والافتراء عليه (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) أي مالت إلى الإثم والباطل ، من «صغى» بمعنى مال وقد جرت القاعدة على أن التثنية إذا أضيفت إلى التثنية جاز في المضاف الجمع ـ نحو قلوبكما ـ وهو الأفضل والإفراد ، وهو الأوسط ، والتثنية وهو الأدون.
(وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ) أي تتظاهرا ، حذفت إحدى تائيه للقاعدة في