فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (٤) عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ
____________________________________
باب المضارع إذا اجتمع في أوله تاءان ، والتظاهر هو أن يقوّي بعض ظهر بعض بالتوحيد بينهم لمطالبة أمر ، أو لمضادة أمر (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ) أي ناصر الرسول يتولى حفظه وحياطته حتى لا يؤثر فيه المكر والمكيدة (وَجِبْرِيلُ) معين للرسول ، بإخباره عن قبل الله بما يراد ضده (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) أي خيار المؤمنين ، والمراد ب «صالح» الجنس ، يعني أنهم ينصرون الرسول ضد المؤامرات والمظاهرات (وَ) سائر (الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ) أي بعد ما تقدم من نصرة الله وجبرئيل والمؤمنين (ظَهِيرٌ) للرسول يقوون ظهره ، والإتيان بالمفرد ، وصفا للجمع باعتبار كل واحد واحد ، نحو (فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ) (١) و (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (٢) وقد تقدم أن كلّا من المفرد والجمع يقوم مقام الآخر ، باعتبار بلاغي. وقد حذف جواب الشرطين ، والتقدير «أن تتوبا إلى الله كانت التوبة في موقعها إذ قد صغت» «وإن تظاهرا عليه ، لا يضره التظاهر ، إذ الله مولاه».
[٦] ثم جاء السياق ليقلل من أهميتهما ، فإن للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يطلقهما ، حتى تبوءا بعار المؤامرة والطلاق ولا يبقى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا زوجة فإن الله يزوجه بمن هي خير منهما (عَسى رَبُّهُ) أي لعل الله سبحانه ولعل ليس للرجاء ، بل بمعنى الاحتمال الراجح (إِنْ طَلَّقَكُنَ) المراد إما
__________________
(١) البقرة : ٢٦٠.
(٢) النساء : ٧٠.