أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (٥)
____________________________________
الاثنتان ، أو الكل ، أو من اشتركت في المؤامرة فإن الحديث تفشى في غيرهما أيضا (أَنْ يُبْدِلَهُ) أي يعوض للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ) في الإيمان ، وفي مراعاة حقوق الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم وصف تلك أزواجا بما فيه تعريض بهن (مُسْلِماتٍ) كاملات الإسلام (مُؤْمِناتٍ) مصدقات بالله والرسول ، والإسلام هو الاستسلام ، فالإيمان أخص منه ، كما قال (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (١). (قانِتاتٍ) مطيعات لله ، خاضعات للرسول (تائِباتٍ) عن المعاصي التي تصدر منهن أحيانا ، فلا إصرار لهن على الذنب (عابِداتٍ) يعبدن الله سبحانه فوق القدر اللازم المفروض من العبادة (سائِحاتٍ) أي صائمات ـ كما ورد : سياحة أمتي الصوم (٢) ـ أو ماضيات في أمر الله والرسول كالسائح الذي يضرب في الأرض (ثَيِّباتٍ) قد رأين الزوج قبل الرسول (وَأَبْكاراً) أي عذارى لم يكن لهن أزواج ـ كما أنتن حين دخلتن بيت الرسول كنتن على قسمين ـ.
[٧] ثم توجه السياق إلى الناس موجبا لهم تأديب نسائهم ، قالوا وقد تدرجت الفريضة في البلاغ من النفس إلى العموم حسب الإمكان في خمس آيات وهي النفس أولا بقوله : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) (٣) والأهل ثانيا بقوله : (آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) (٤)
__________________
(١) الحجرات : ١٥.
(٢) مستدرك الوسائل : ج ١٦ ص ٥٤.
(٣) المائدة : ١٠٦.
(٤) التحريم : ٧.