يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (٦)
____________________________________
والعشيرة ثالثا بقوله : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (١) وأهل البلدة رابعا بقوله (وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ) (٢) وأهل العالم أجمع خامسا بقوله : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) (٣) والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أسوة ، وبقوله : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) (٤).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا) أمر للجمع المذكر ، من «وقى» بمعنى حفظ ، أي احفظوا (أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ) وهو عائلة الإنسان من أولاده وزوجته وأخوته ومن شابههم (ناراً) عن نار جهنم التي هي بهذه الصفة (وَقُودُهَا) أي حطبها الموجب لإيقادها وإشعالها (النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) وهما يزيدان في قوة النار لدسومة الأول وصلابة الثاني (عَلَيْها) أي المأمورون على تلك النار (مَلائِكَةٌ) جمع ملك وأصله من الألوكة ، بمعنى الرسالة لأن الملائكة رسل من قبله سبحانه إلى الأنبياء (غِلاظٌ) جمع غليظ وكأن المراد غليظ القلب فلا يرحم أحدا (شِدادٌ) جمع شديد ، وكأن المراد شديد البنية والقوة ، فما أراد تمكن منه (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ) من عذاب أهل النار ، فلا يرتشون ولا يميلون نحو الكفار مخالفة لله سبحانه (وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) من قبل الله سبحانه ، وهذا تأكيد لما سبق بأنهم لا يعصون.
__________________
(١) الشعراء : ٢١٥.
(٢) التوبة : ١٢٢.
(٣) سبأ : ٢٩.
(٤) آل عمران : ١٠٥.