يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ
____________________________________
[٨] وإذ دخل الكفار النار ، أخذوا يعتذرون على سالف أعمالهم فيقال لهم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا) في الدنيا (لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) وأنتم في النار (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فهذه النار جزاء أعمالكم السالفة ، ولا يفيد الاعتذار.
[٩] وإذ قد سمعتم أيها المؤمنون بكيفية النار ، فاللازم أن تتوبوا ـ وأنتم في الدنيا ـ عن معاصيكم لئلا تدخلوها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ) من معاصيه وارجعوا إلى طاعته ، وتخصيص الخطاب بهم لأنهم المنتفعون به.
(تَوْبَةً نَصُوحاً) أي خالصة لوجه الله سبحانه ، بمعنى بالغة في النصح وهو صفة التائب لأنه ينصح نفسه بالتوبة وإسناده إلى التوبة مجاز ، فإن الإنسان نصوح في التوبة ، والتوبة النصوح هي عبارة عن أن يندم الإنسان أشد الندم على المعصية ويعزم أقوى العزم على ترك مثلها في المستقبل ، ويأتي بلوازم التوبة من القضاء والكفارة ورد الحقوق وما أشبه (عَسى رَبُّكُمْ) أي لعل الله سبحانه إذا تبتم (أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ) أي يستر ويمحي (سَيِّئاتِكُمْ) أي معاصيكم ، وسمى العصيان سيئة لأنها تسيء إلى الإنسان (وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) أي تحت قصورها وأشجارها (الْأَنْهارُ) من عسل وخمر ولبن وماء ،