يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٨) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ
____________________________________
ويكون إدخال التائب الجنة في (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) أي لا يذلهم بدخول النار ، وكان الإتيان بهذه الجملة للترغيب في إدخال الإنسان نفسه في هذه الزمرة المفضلة.
(نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) فإن وجوههم وأيديهم اليمنى ـ التي تحمل الكتاب ـ تشع نورا يخرق ظلمات المحشر ، فإذا تحرك المؤمن كان النور يسبقه من أمامه ومن طرفه الأيمن (يَقُولُونَ) مخاطبين لله سبحانه (رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) بأن يضاعف ويكثر ، أو يستمر حتى آخر القيامة فلا يطفأ ، أو هو دعاء منهم في الدنيا ، بأن يوفقهم لما يكثر نورهم ، ويبقيه فلا يزول عنهم بالكفر والعصيان (وَاغْفِرْ لَنا) معاصينا (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) من إتمام نورنا وغفران ذنوبنا ، وسائر ما تريده وهذا مدح له سبحانه في ضمن الدعاء ، فإنّ الدعاء المتضمن على الثناء أقرب إلى القبول.
[١٠] (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ) بالقتال والمحاربة (وَالْمُنافِقِينَ) بالزجر والردع (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) أي اشدد عليهم في الجهاد والزجر ، فإن اللين إنما هو للمستقيم المعتدل ، أما المنحرف فاللازم معه الشدة حتى يستقيم (وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) أي مصيرهم ، من «آوى» بمعنى اتخذ المنزل