تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (٢) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ
____________________________________
[٢] (تَبارَكَ) من «برك» أي دام في خير ومصدر خير ، ومنه البركة (الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) فهو المالك المطلق لكل شيء في الكون وملك ما عداه إنما هي بتمليكه إياه ، وقوله «بيده» من باب تشبيه المعقول بالمحسوس (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) قادر على إيجاده وإفنائه والتصرف فيه كيف يشاء.
[٣] (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ) فإن الموت إما أمر وجودي ، أو عدم ملكة ، وكلاهما مخلوق ، فإن عدم الملكة له حظ من الوجود كما تقرر في علم الكلام ، وإنما خلق الموت والحياة (لِيَبْلُوَكُمْ) من «بلاه» بمعنى اختبره ، أي ليختبركم أيها البشر (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) من الآخر ، والله سبحانه عالم بالإنسان ، وإنما الامتحان لتطبيق علمه على الخارج ، وإلا فهو غني عن الاختبار ، وتعليل الحياة والموت للاختبار باعتبار أن الموت داع إلى حسن العمل وموجب لعدم الوثوق بالدنيا ولذاتها الفانية والحياة توجب قدرة الإنسان على الأعمال الصالحة (وَهُوَ) سبحانه (الْعَزِيزُ) الغالب في سلطانه (الْغَفُورُ) الذي يغفر لمن أذنب إذا تاب ، فأنتم أيها البشر في قبضته بمقتضى كونه «عزيزا» ، فاستغفروه يغفر لكم بمقتضى كونه «غفورا».
[٤] وهو (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) واحدة فوق الأخرى مطابقة لها ، بلا تفاوت واعوجاج (ما تَرى) أيها الرائي (فِي خَلْقِ