الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (٤) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ
____________________________________
الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) واختلاف ، من جهة أن الجميع مخلوقة بدقة وإتقان وكمال لائق به (فَارْجِعِ الْبَصَرَ) أي رده إلى الكون ، بعد أن كان سابقا إليه ، وكأنه كان ناظرا بلا التفات إلى هذه الجهة ، فقيل له رد بصرك بقصد التفحص والبحث (هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ)؟ أي شقوق وفوق كالبناء الذي ينفطر لخلل فيه ، فهل في الكون خلل يدل على الوهن والضعف أم كل شيء وضع في محله اللائق به حسب الحكمة والصلاح؟
[٥] (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) أي كرة بعد كرة والمراد مكررا إذ لعل البصر اشتبه في المرة الأولى فلم ير فتقا ـ فإن الإنسان إذا كرر النظر إلى شيء أدرك خلله ـ فانظر إلى الكون مرة أخرى فاحصا عن الخلل ، لكن لا تجده بل (يَنْقَلِبْ) أي يرجع (إِلَيْكَ) أيها الإنسان (الْبَصَرَ) الذي سرحته في الكون (خاسِئاً) قد خسأ وطرد وعجز عما طلبه ـ من الفتق ـ (وَهُوَ حَسِيرٌ) قد حسر ، أي كلّ وعيّ ولم يجد خللا ووهنا وما يوجد من الأمراض وما أشبه إنما هو للامتحان والعبرة لا لنقص في الخلق.
[٦] (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) أي جمّلنا السماء القريبة من الأرض ـ وهذا لا يدل على عدم تزيين سائر السماوات ، إذ لا مفهوم للّقب وإنما التخصيص لأنه المدرك المشاهد ـ (بِمَصابِيحَ) جمع مصباح ، والمراد