وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (٥) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٦) إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (٧) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ
____________________________________
به الكواكب (وَجَعَلْناها) أي جعلنا تلك المصابيح (رُجُوماً) مراكز للرجم (لِلشَّياطِينِ) فإن الشيطان إذا اقترب من مراكز الملائكة في الملأ الأعلى ليسترق بعض الكلمات رجم بالشهب من النجوم ، فإن النجوم مراصد ينظر منها إلى الشياطين حتى إذا اقتربوا رجموا ، كما سبق في بعض السور (وَأَعْتَدْنا) أي هيّأنا (لَهُمْ) أي للشياطين المسترقين للسمع (عَذابَ السَّعِيرِ) أي عذاب النار المستعرة الملتهبة ، إما بالرجوم ، وإما في الآخرة في النار.
[٧] وكما هيّأ العذاب للشياطين كذلك هيّأ للكفار (وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ) بأن أنكروه أو وصفوه بما لا يليق به (عَذابُ جَهَنَّمَ) مبتدأ ، خبره «للذين» (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي المآل والمرجع ، اسم مكان من «صار».
[٨] (إِذا أُلْقُوا) أي الكفار ، ألقاهم الملائكة (فِيها) أي في جهنم (سَمِعُوا لَها) أي لجهنم (شَهِيقاً) أي صوتا فضيعا كصوت الحمار وإنما تشهق لتدخل في قلوب الكفار الهول والرعب (وَهِيَ تَفُورُ) فوران القدر إذا غلى ، وذلك مما يزيدها هولا.
[٩] (تَكادُ) أي تقرب جهنم (تَمَيَّزُ) أي تتقطع (مِنَ الْغَيْظِ) أي شدة الغضب وكثرة اللهب والفوران ، وهذا تمثيل لشدة اشتعالها ، فإن