كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (٩) وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (١٠) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً
____________________________________
الإنسان إذا غضب يكاد ينفجر ويتشقق بعض جلده ، وكذلك النار تكاد تتفرق لشدة استعارها (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها) أي في جهنم (فَوْجٌ) أي جماعة من الكفار والعصاة (سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها) أي الملائكة الموكلون بالنار ، جمع «خازن» (أَلَمْ يَأْتِكُمْ) أيها المجرمون (نَذِيرٌ) ينذركم ويخوفكم من هذه النار؟ والاستفهام للتبكيت والتقريع.
[١٠] (قالُوا) أي أهل النار في جواب الخزنة (بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ) رسول أو مبلغ عن الله سبحانه (فَكَذَّبْنا) هذا اليوم وما قاله النذير (وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ) من كتاب أو تشريع (إِنْ أَنْتُمْ) أي ما أنتم أيها المنذرون (إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ) حيث تزعمون أنكم رسل الله ، وإن الله أنزل إليكم الحكم والتشريع.
[١١] ثم يعترف أهل النار بأنهم لم يعملوا عقولهم في الدنيا ، حتى ابتلوا بهذا العذاب (وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ) كلام المنذرين (أَوْ نَعْقِلُ) أي نعمل عقولنا لنميز بين الحق والباطل بالإسماع ، فإن الإنسان إذا أعمل عقله لا بد وأن يدرك الحق في الجملة ولو لم يسمع شيئا (ما كُنَّا) في هذا اليوم (فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ) اسم لجهنم لاستعار نارها.
[١٢] (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ) الذي أدخلهم النار ، في الوقت الذي لا ينفع الإقرار (فَسُحْقاً) أي بعدا ، وهذا دعاء عليهم أي أبعدهم الله بعدا عن