لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (١١) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١٣) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤)
____________________________________
النجاة (لِأَصْحابِ السَّعِيرِ) الملازمين لها.
[١٣] أما المؤمن الذي عمل صالحا فهو في خير وسعادة (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) يخافونه فلا يعصونه (بِالْغَيْبِ) في حالة كونه سبحانه غائبا عن حواسهم (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) أي غفران لذنوبهم التي صدرت منهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) ثواب جزيل.
[١٤] ثم يأتي السياق ليبين علم الله سبحانه بكل ما يصدر من الإنسان من قول سواء كان جهرا أو سرا (وَأَسِرُّوا) أيها الناس (قَوْلَكُمْ) الذي يدور في صدوركم ، بأن تقولونه سرا (أَوِ اجْهَرُوا بِهِ) ف (إِنَّهُ) سبحانه يعلم ذلك قبل أن يخرج إلى عالم الألفاظ ، إذ هو (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي بالأشياء التي تدور في صدر الإنسان ، وإنما قال «الصدور» لأن القول في القلب والقلب في الصدر ، فمن يعلم ما في الصدر لا يعلم اللفظ؟
[١٥] (أَلا يَعْلَمُ) الخفايا والظواهر (مَنْ خَلَقَ) الخلق؟ وهذا استفهام إنكاري ، أي كيف لا يعلم الله الأشياء وهو الخالق (وَهُوَ اللَّطِيفُ) أي العالم بما لطف ودق ، والشيء اللطيف هو الذي ينفذ في الأشياء بسهولة ويسر ، وتوصيفه سبحانه به باعتبار نفوذ علمه وقدرته (الْخَبِيرُ) المطلع على الأشياء ، وهو أدق معنى من «العالم».