هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ
____________________________________
روى إن المشركين كانوا يقولون عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الأقوال السيئة وكان جبرئيل عليهالسلام يخبره بما قالوا ، فإذا أراد أحدهم التحدث حوله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال بعضهم لبعض : أسروا قولكم لئلا يطلع محمد ، فنزلت هذه الآيات (١).
[١٦] (هُوَ) الله (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ) أيها البشر (الْأَرْضَ ذَلُولاً) أي سهلة مسخرة ، للبناء والزرع ودفن الأموات والسير وإجراء الأنهر والقنوات ، وغيرها ، من «ذل» بمعنى خضع ولان (فَامْشُوا) أيها البشر (فِي مَناكِبِها) جمع منكب والمراد به الطريق (وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) الذي حصلتم عليه بالزرع ونحوه (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) أي إن بعثكم إليه سبحانه ، فهو المبدأ والمآل ، ومعنى «إليه» إلى حسابه وجزائه.
[١٧] ثم بعد التذكير بنعم الله ليشكر البشر ، جاء السياق للتهديد بأنهم إن بقوا في الكفر والعصيان كانوا مظنة للعذاب والنكال ـ والسائق للناس إلى الخير إما النعمة أو النقمة ـ (أَأَمِنْتُمْ) أي هل أمنتم أيها البشر من (مَنْ فِي السَّماءِ) من الملائكة الموكلين بأموركم من قبله سبحانه (أَنْ يَخْسِفَ) فاعله «من في السماء» (بِكُمُ الْأَرْضَ) حتى تنهار الأرض في الأعماق معكم ، كما فعل بقارون وقوم لوط. ويحتمل أن يراد
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ص ٧٦.