فَإِذا هِيَ تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (١٧) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (١٨) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ
____________________________________
ب «من في السماء» الله سبحانه ، وكونه في السماء باعتبار أن أمره إلى الأرض يصدر من هناك ، كما قال سبحانه (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) (١) وقال (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) (٢) (فَإِذا هِيَ) أي تفاجئون بأن الأرض (تَمُورُ) أي تضطرب وتتحرك ، من «مار» بمعنى تحرك واضطرب.
[١٨] (أَمْ أَمِنْتُمْ) أيها البشر ، من (مَنْ فِي السَّماءِ) على أحد المعنيين (أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ) إن تماديتم في الكفر والعصيان (حاصِباً) أي ديما ذات حجارة ، تحصبكم كما حوصب قوم لوط ، وتذكير «حاصب» باعتبار تقدير «شيئا» (فَسَتَعْلَمُونَ) حين ذاك (كَيْفَ نَذِيرِ) أي كيف كان إنذاري بالعذاب صدقا.
[١٩] وليس ذلك ببعيد من الكفار ، ألم يعرفوا أن الأمم السابقة حيث كذبوا ابتلوا بمثل هذا العذاب (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) بآيات الله ورسله (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ)؟ أي إنكاري عليهم حيث عذبوا بأنواع العذاب ، من غرق وخسف وحصب وغيرها.
[٢٠] وكيف ينكر هؤلاء وجود الله أو قدرته وهم يرون الآيات الكونية بأعينهم؟ (أَوَلَمْ يَرَوْا) هؤلاء الكفار (إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ) في السماء
__________________
(١) الزخرف : ٨٥.
(٢) الذاريات : ٢٣.