صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩) أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ
____________________________________
(صافَّاتٍ) تصف أجنحتها فوق رؤوسهم في حال الطيران (وَيَقْبِضْنَ) أجنحتهن بعد البسط ، فذات مرة صافات ، وذات مرة يقبضن وهو الدفيف ، والطير جنس ولذا جيء وصفه بالجمع ، كما أن الجمع بالنون يأتي للعاقل وغيره كما مر سابقا.
(ما يُمْسِكُهُنَ) أي يحفظهن في الهواء في صفيف أو دفيف (إِلَّا الرَّحْمنُ) الذي يتفضل بالرحم لكل شيء ، فمن يا ترى أعطى الطير هذه القدرة ، وأعطى الهواء قابلية الحمل غير الله سبحانه؟ (إِنَّهُ) سبحانه (بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) فيعرف المناسب لكل شيء والصالح لكل شيء فيعطي حسب الصلاح والحكمة ، وحسب بصيرته سبحانه أعطى الطير هذه القدرة والسماء هذه القابلية ، و «بصير» هنا بمعنى الخبروية في الأمور لا بمعنى النظر.
[٢١] (أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ) «أم» منقطعة و «من» استفهام مبتدأ ، و «هذا» مبتدأ ثان ، و «الذي» خبره ، و «هو جند لكم» مبتدأ وخبر ، والمجموع صلة الذي (يَنْصُرُكُمْ) صفة «جند» والاستفهام إنكاري ، والمعنى من هو الذي تزعمونه جندا لكم ينصركم يوم القيامة من عذاب الله؟ ... والمراد أنه لا جند لكم هذه صفته (مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ) وكأنه يقال للكفار بأي قوة تعصون الله؟ ألكم جند يدفع عذاب الله ، حتى تعتمدون عليه في عصيانه؟