إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (٢٠) أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (٢١) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢) قُلْ
____________________________________
ثم يأتي السياق ليبين أنه لا جند للكفار ، وإنما غرتهم الحياة الدنيا (إِنِ الْكافِرُونَ) أي ليس الكافرون (إِلَّا فِي غُرُورٍ) قد غرهم الشيطان بأنه لا عذاب ولا نكال ، فاعتمدوا عليه في الكفر والعصيان.
[٢٢] (أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ)؟ فهل هناك أحد يعطيكم الرزق (إِنْ أَمْسَكَ) الله (رِزْقَهُ) حتى يقوم ذلك الرازق مقام الله في الإعطاء وإذ لا رازق غيره فكيف تعصون الله ولا تخافون أن يقطع رزقكم فتبقون بلا رزق ولا طعام (بَلْ) إنهم يعلمون أن لا رازق غيره ، وإنما (لَجُّوا) أي استمروا في اللجاج والمخالفة (فِي عُتُوٍّ) أي تعد عن الحق ، من «عتى» (وَنُفُورٍ) أي تنفر عن الإسلام والحق.
[٢٣] (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى) بأن يكون وجهه وبطنه على الأرض يمشي بكل صعوبة ، هل هذا الشخص أحسن وأعلم بالطريق (أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا) مستويا مستقيما ، على رجليه ، وهو (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)؟ أي طريق موصل إلى السعادة في أقصر مسافة ، فالكافر كمن يمشي مكبا على وجهه ، إذ طريقه وعر صعب لا يعرف الخلاص من المشاكل والمكاره ، بخلاف المؤمن الذي يرى طريقه ويسهل عليه المشي ويصل إلى الغاية المتوخاة في أقرب وقت.
[٢٤] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الجاحدين لله ، والذين يجعلون معه