هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦)
____________________________________
شريكا (هُوَ) الله وحده (الَّذِي أَنْشَأَكُمْ) أي خلقكم أيها البشر (وَجَعَلَ لَكُمُ) أي لمنفعتكم (السَّمْعَ) أريد به الجنس (وَالْأَبْصارَ) أي العيون (وَالْأَفْئِدَةَ) جمع «فؤاد» وهو القلب ، وكأن توحيد السمع وتجميع الأبصار والأفئدة للتفنن في التعبير (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) «ما» مصدرية ، أي قليلا شكركم ، بعد إعطائه سبحانه لكم هذه النعم العظام.
[٢٥] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء (هُوَ) الله وحده (الَّذِي ذَرَأَكُمْ) أي خلقكم بالتناسل والتوالد (فِي الْأَرْضِ) وأسكنكم إياها (وَإِلَيْهِ) أي إلى حساب الله وجناته (تُحْشَرُونَ) أي تبعثون وتجمعون في يوم القيامة فمنه المبدأ وإليه المعاد.
[٢٦] (وَيَقُولُونَ) أي الكفار المنكرون للمعاد (مَتى هذَا الْوَعْدُ) أي في أي زمان يكون البعث (إِنْ كُنْتُمْ) أيها المؤمنون (صادِقِينَ) في أن هناك حشرا وجزاء؟
[٢٧] (قُلْ) يا رسول الله في جواب هؤلاء السائلين عن وقت المعاد (إِنَّمَا الْعِلْمُ) بوقت القيامة (عِنْدَ اللهِ) فهو العالم به (وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ) لكم أنذركم وأخوفكم عن مجيئه حيث تعذبون إن بقيتم على الكفر والعصيان (مُبِينٌ) واضح ظاهر ، أنذركم بكل وضوح وجلاء.