فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨)
____________________________________
[٢٨] (فَلَمَّا رَأَوْهُ) أي رأوا العذاب (زُلْفَةً) أي قريبا ، من «زلف» بمعنى قرب ، والمراد من «رأوا» المستقبل ، وإنما نزل منزلة الماضي لتحقق وقوعه ، نحو (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) (١) (سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي علت وجوههم الكآبة ، وظهرت عليها آثار الخوف والحزن من «ساء» (وَقِيلَ) للكفار ، والقائل الملائكة والرسل والمؤمنون حين يرى الكفار العذاب (هذَا) هو العذاب (الَّذِي كُنْتُمْ) أيها الكفار (بِهِ تَدَّعُونَ) أي تطلبون وتستعجلون من الدعاء ، قالوا «تدعون» و «تدعون» بمعنى ، فقد كان الكفار يقولون (مَتى هذَا الْوَعْدُ)؟ ويطلبون عجلة العذاب استهزاء.
[٢٩] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار (أَرَأَيْتُمْ) أي أخبروني (إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ) أي أماتني (وَمَنْ مَعِيَ) من المؤمنين قبل تعذيبكم (أَوْ رَحِمَنا) بتأخير الموت عنا لنرى عذابكم (فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) أي أن موتي لا ينفعكم في عدم نزول العذاب بكم ، فقد كانوا يتمنون موت الرسول والمؤمنين ليستريحوا إلى كفرهم وأصنامهم ، فجاء السياق ليبين أن موت الرسول لا يفيدهم في إجارتهم من عذاب الله الذي استحقوه بسبب الكفر والآثام.
__________________
(١) الكهف : ١٠٠.